بصمة دبلن ، تعديلاتها المقترحة ومتى تسقط

أوّلاً : ماهي إتّفاقيّة دبلن ؟ تمّ التوقيع على إتّفاقيّة دبلن في الخامس عشر من يونيو العام ( 1990) في مدينة دبلن الإيرلنديّة ودخلت الإتّفاقيّة حيّز التنفيذ في العام (1997) وقام بالتوقيع على تلك المعاهدة إثنتا عشر دولة أوروبيّة وكان الهدف المعلن من تلك الإتّفاقيّة المساعدة في حلّ مشكلة اللاجئين والمهاجرين الذين يقصدون الدول الأوروبيّة حيث تنصّ الإتّفاقيّة على أنّ الدولة الأووروبيّة الأولى التي يصل إليها اللاجئ هي المسؤولة عن تنظيم إجراءات اللجوء الخاصّة به من خلال حصر إمكانيّة دراسة ملفّ القادم الجديد بيد الدولة الأولى وبالتالي ستكون هي المخوّلة بالموافقة أو رفض طلب اللجوء .
*- من خلال تطبيق إتّفاقيّة (دبلن) أصبح طالب اللجوء غير قادر على تقديم أكثر من طلب لجوء واحد ضمن الدول الأوروبيّة وسيكون هذا الطلب محصوراً في الدولة الأولى التي وصل إليها ومن أجل المساعدة في تطبيق هذه الإتّفاقيّة تمّ إنشاء بنك للبصمات خاصّة بالأشخاص الذين يدخلون الدول الأوروبيّة حيث يتمّ تجميع تلك البصمات في البنك الخاصّ وعندما يقوم أيّ شخص بتقديم طلب لجوء في إحدى الدول الأوروبيّة سيتمّ عندها مقارنة بصماته مع البصمات الموجودة في البنك الأوروبّي لمعرفة إن كان هذا الشخص لديه ملف لجوء في إحدى الدول الأوروبيّة الموقّعة على الإتّفاقيّةوقد أصبحت جميع الدول الأوروبيّة لاحقاً أعضاء في هذه الإتّفاقيّة .

في حال تبيّن أنّ الشخص لديه مثل هذه البصمة يتمّ تحويل ملفّه من جديد للدولة الأولى التي وصل إليها وستقوم بدراسه ملفّه إصدار قرار يتعلّق بقبول طلب اللجوء أو رفضه .
ثانياً : متى تسقط بصمة دبلن ؟ تعتبر قوانين إتّفاقيّة دبلن من قوانين الهجرة الصارمة التي يتمّ تطبيقها على طالبي اللجوء ومع وجود بنك البصمات سيكون من المستحيل على الأشخاص تقديم أكثر من طلب لجوء في عدد من الدول الأوروبيّة ولكن كما في جميع القوانين والحالات دائماً يوجد هناك حالات يتمّ إستثناؤها لأسباب عديدة وسنقوم هنا بذكر بعض الحالات التي يتمّ خلالها إستثناء بعض الحالات الخاصّة .
– إذا إنتقل الشخص من الدولة الأولى التي تقدّم بطلب لجوءه فيها وإنتقل إلى دولةٍ ثانية وأصابه الرض لدرجةٍ أصبح من الصعب نقله وإعادته بسبب سوء الحالة الصحيّة عندها يمكن للدولة الثانية النظر في طلب لجوءه .
– تسقط بصمة اللجوء بشكل تلقائي بعد مرور عشر سنوات من تاريخ البصمة .
– أن يمرّ على تاريخ أخذ البصمة في السفارة خمسة سنوات .
– بالنسبة للفيزا السياحيّة يمكن اللشخص الذي دخل دول الإتّحاد عن طريق الفيزا السياحيّة تقديم طلب لجوء بعد إنقضاء ستّة أشهر من إنتهاء مدّة الفيزا التي يملكها .

ماهي الغاية الأساسيّة من تطبيق بصمة دبلن ؟ يلجأ الإتّحاد الأوروبّي إلى إتّفاقيّة دبلن من أجل حماية الحدود الخارجيّة للإتّحاد ولكن بعد موجات اللجوء الكبيرة التي شهدتها دول الإتّحاد بدأت الدول الحدوديّة للإتّحاد (إيطاليا -اليونان ) وغيرها من الدول التي تعتبر بوّابة الدخول من قبل طالبي اللجوء نحو دول الإتّحاد الأوروبّي تعاني من ضغط كبير في إستقبال المهاجرين وهذا ماجعل تلك الدول تقوم بتشديد الإجراءات والقوانين لتكون تلك الدول غير مرغوبة من قبل طالبي اللجوء أو الباحثين عن الهجرة وفرص افضل للحياة .
في نفس الوقت بدأت تلك الدول بالمطالبات من أجل الحصول على دعم مادّي أكبر لمواجهة موجات الهجرة وكانت العديد من المطالبات بإدخال تعديلات جوهريّة على إتّفاقيّة دبلن من أجل ضمان توزيع عادل لطالبي اللجوء على باقي الدول الأوروبيّة وذلك بما يتناسب مع إمكانيّات الدول الإقتصاديّة وعدد سكّانها وهذا مارفضته العديد من الدول (بلغاريا -بولندا – هنغاريا ) وعدد آخر من الدول .

ماهي التعديلات المقترحة على هذه الإتفاقيّة ؟ الإتّحاد الأوروبّي أعلن أنّه سيقوم بإدخال تعديلات جوهريّة على إتّفاقيّة دبلن التي أثبتت أنّها غير قادمة على الصمود في وجه الأعداد الكبيرة لطالبي اللجوء والتي بدأت بالوصول إلى الدول الأوروبيّة خلال السنوات العشر الماضية .
*- التعديل الأوّل على الإتّفاقيّة سيكون إلغاء مسؤوليّة الدولة الأولى التي وصل إليها طالب اللجوء حول دراسة ملفّه وإصدار قرار حيث سيتمّ توزيع اللاجئين بطريقة عادلة حيث تريد قيادة الإتّحاد الأوروبّي توزيع اللاجئين على الدول الأوروبيّة بينما تريد تلك الدول الإضطلاع على ملفّات اللاجئين قبل الموافقة على منحهم حقّ الإقامة في تلك الدول .
وقد لاقي هذا الطرح من الدول الأوروبيّة معارضةً من قبل قيادة الإتّحاد الأوروبّي وذلك لإنّ تلك الدول ستلجأ إلى الإنتقائيّة في إختيار الأشخاص الذين ستقبل بهم بينما ترى تلك الدول أنّ من حقّها معرفة الأشخاص الذين سيقيمون فيها وماهي مؤهّلاتهم وطريقة تفكيرهم وهل هم قادرين على الإندماج في المجتمعات الجديدة أم لا .

*- من التعديلات التي سيتمّ إدخالها تسريع إجراءات اللجوء للتخفيف من الأعداد الكبيرة التي تتواجد ضمن معسكرات في الدول التي تعتبر بوّابة الإتّحاد مثل اليونان حيث سيتمّ الحصول على بصمة طالب اللجوء في دولة الإستقبال ومقارنتها بالبصمات الموجودة بالنك الأوروبّي وفي حال عدم وجود مشكلات سيتمّ نقل طالب اللجوء إلى دولة أخرى ستكون مهمّتها دراسة طلب اللجوء الخاصّ به قبل تقاسم اللاجئين المقبولين بين دول الإتّحاد .
تريد الدول الأوروبيّة تشديد الحراسة ضمن الدول التي يقصدها اللاجئون والتأكّد من البيانات الشخصيّة لجميع المقيمين في معسكرات الإنتظار في اليونان وإيطاليا قبل السماح لهم بالدخول حيث سيقوم طالب اللجوء بتسليم جميع الوثائق التي يمكن أن تثبت شخصيّته ومن أين جاء وسبب تقدّمه بطلب من أجل الحصول على الحماية إلى لجان تحقيق يكون عملها التأكّد من صحّة تلك الوثائق وسلامتها وتحديد هل يحقّ للشخص التقدّم بطلب اللجوء أم لا .

هولندا اليوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: