هولندا التي تحوّلت من جمهوريّة إلى مملكة

هولندا في العصور الوسطى :
كانت هولندا في السابق عبارةً عن عدد من المقاطعات التي تتقاسم السيطرة عليها العائلات المالكة في فرنسا وأسبانيا حيث كان لكلّ منطقةٍ ومقاطعةٍ كيانٌ مستقلّ وتربطها علاقات بالمناطق المجاورة تتقلّب بين المصالح والنزاع ومع إزدياد نفوذ الدول المجاورة ورغبتها بتوسيع سيطرتها في هولندا بدأت هذه المقاطعات بالإندماج لتشكيل جمهوريات هولندا السبع وبقيت هولندا عبارةً عن جمهوريّةٍ مستقلّةٍ وفي النصف الثاني من القرن السادس عشر كانت هناك فترةً من الإضطرابات في أوروبّا وهولندا على وجه الخصوص حيث كان الحاكم الإسباني للأراضي المنخفضة (فيليب الثاني) الذي كان يتبع المذهب الكاثوليكي ولكن في هولندا بدأت تنتشر الحركة البروتستانتيّة وهي حركة لإصلاحٍ ديني ضمن الكنيسة دعت لإجراء مراجعات شاملة لأفكار الكنيسةو تصرّفاتها وقد أدّى هذا النزاع الفكري ّإلى صدامٍ بين الطرفين  حيث أراد الملك الإسباني القضاء على هذه الحركة التي كان يزداد عدد مؤيديها مع الأيّام وقد قاد الحرب ضد الملك الإسباني (وليام اوف اورانج ) الذي كان مستشار سابق للملك وأستمرّ النزاع مايزيد عن ثمانين عاماً .

Hoe modern is het koningschap van Willem-Alexander? | NPO Kennis

في العام (1645) اعلنت المقاطعات الهولنديّة التمرّد على الملك فيليب الثاني وأنّهم لن يتعاملوا معه بإيّ شكلٍ من الأشكال وقام (موريس فان ناسو ) هو الشخص الذي تمّ اختياره لقيادةإتحاد الجمهوريّات الهولنديّة وهو أبن ( وليام اوف اورانج ) وفي العام (1609) تم إقرار هدنةٍ بين الجمهوريّات الهولنديّة وأسبانيا وقد إستمرّت هذه الهدنة لمدّة اثني عشر عاماً لكن بعد إنتهاء الهدنة عادت الحرب بين الهولنديين والملك الإسباني حتّى العام 1648عندما تمّ الإعتراف (بالجمهوريّات السبع الهولنديّة) دولةً مستقلّةً وفي العام 1672وبعد تنامي الهويّة القوميّة لدول الجوار الهولندي مثل فرنسا والمانيا ورغبة هذه الدول بالسيطرة على هولندا دخلت الأخيرة في حربٍ طاحنةٍ مع الدول المحيطة مما جعل الأقتصاد الهولندي ينهار وفقدت الجمهوريّة الهولنديّة مكانتها الإقتصاديّة والعسكريّة وانتهى العصر الذهبي للجمهوريّة .

Dutch royals hold summer photo call with mixed feelings – Royal Central

في العام (1702 )توفّى الملك( وليم الثالث) دون أن يكون هناك وريث شرعي  وظهرت في هذه القترة حركة القوميين التي كانت تتأثّر بإفكار الثورة التي بدأت تنتشر في فرنسا وتمّ تصوير ملوك الأورانج على أنّهم لايبحثون سوى عن المال والسلطة وأنّ الناس يجب أن تحصل على المزيد من الحقوق الجمهوريّة ودخلت حركة القوميين في حربٍ مع الحكومة حيث حصلت الحكومة على مساعدة حلفاءها وإنتصرت على حركة القوميين الذين هرب قسمٌ كبير منهم إلى فرنسا وبعد إنتصار الثورة الفرنسيّة (1794) عاد هؤلاء لمهاجمة الحكومة الهولنديّة وهرب الملك وليم الخامس إلى بريطانيا .
في العام (1813) بعد خسارة نابليون الحرب ضدّ الإنكليز عاد (وليم الخامس) إلى هولندا على متن بارجةً حربيّةٍ إنكليزيّة بعد 18 عام من مغادرته هولندا وتمّ الإتفاق على تحويل نظام الحكم في هولندا إلى نظام ملكي دستوري حيث يكون الملك في عائلة الأورانج ولكن السلطات الفعليّة بيد البرلمان والوزراء والأحزاب الهولنديّة التي تفوز في الإنتخابات ولازال هذا النظام قائم إلى اليوم .

هولندا اليوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: