بسبب نقص الجنود هولندا تدرس فكرة التجنيد الإلزامي

تبحث وزارة الدفاع الهولندية في إمكانية إدخال نظام التجنيد على الطراز الذي يتمّ إعتماده في الدول الاسكندنافيّة وذلك من أجل حل مشكلة النقص في الأفراد العسكريين التي يعاني منها الجيش الملكي الهولندي .حيث تشير الإحصاءات والتقارير إلى أنّ الجيش الملكي الهولندي لديه حوالي ( 9000) وظيفة شاغرة في الوقت الحالي وهذا الرقم قابل للزيادة مع بشكل سنوي مع زيادة عدد الأشخاص الذين يصلون إلى سنّ التقاعد وعدم تعويضهم بأفراد جدد بسبب عزوف الكثير من الشباب عن فكرة العمل في الجيش .
ويعتبر عدد الوظائف الشاغرة في الجيش الملكي الهولندي يساوي ربع العدد الإجمالي للوظائف التي يحتاجها الجيش بشكلٍ عام ، وقد جذب النموذج السويدي على وجه الخصوص انتباه وزير الدفاع الهولندي (كريستوف فان دير مات) من أجل دراسة إمكانيّة تطبيق النموذج في هولندا أيضاً .

تختار وزارة الدفاع السويدية مجموعة من (4000) شاب يبلغون من العمر (18) عامًا كل عام ، بعضهم تطوع للانضمام إلى الجيش السويدي بينما يتمّ تجنيد الآخرين ،يتم تدريبهم في معسكرات الجيش لمدة 11 شهرًا بحيث يتعلّمون المهارات القتاليّة الكافية وبعد ذلك يمكن استدعاؤهم عند الضرورة .
النرويج أيضاً لديها نظام تجنيد مماثل للطريقة التي تتبعها السويد . وقالت صحيفة de telegraaf أنّ إعتماد هذه الطريقة سيكون هو الأنسب في هولندا من وجهة نظر وزارة الدفاع حيث يوفّر هذا النظام تدفقًا دائمًا للمجندين الجدد و سيجعل الشباب على اتصال بالجيش كخيار وظيفي .

وقال متحدث بإسم وزارة الدفاع الهولنديّة قال لصحيفة telegraaf “لا توجد خطط ملموسة في الوقت الحالي لكننا نجمع معلومات عما تفعله دول أخرى بما في ذلك السويد”. وقالت الصحيفة إنه إذا تبنّت الحكومة الهولندية هذا النظام فسيتعين عليها أولاً معالجة نقص طواقم التدريب المؤهلين .
بموجب نظام التجنيد الهولندي ، الذي لم يتضمن التدريب الإجباري منذ عام (1997) ، يتم إرسال خطاب إلى جميع الفتيان والفتيات في العام الذي يبلغون فيه 17 عامًا ، لإبلاغهم بأنه قد تم إضافتهم إلى سجل الخدمة العسكرية. يمكن استدعاؤهم في أي وقت إذا دخلت هولندا في حرب مع دولة أخرى قبل أن يبلغوا 45 عاماً .

في العام (1997 ) إختارت الحكومة الهولنديّة تحويل الجيش الملكي الهولندي إلى قوات مسلحة من الأفراد المتطوعين حصراً. وذلك بعد مشاورات مكثفة مع اللجنة الدائمة للدفاع في مجلس النواب حيث صدر قرار ينصّ على التحول من قوة عسكرية تتكون جزئيًا من مجندين إلى قوة مؤلفة فقط من المتطوعين . ولكن يظلّ التجنيد الإجباري رسميًا ، بحيث ، على سبيل المثال ، في حالة ظهور تهديد رئيسي جديد ، يمكن النظر في استدعاء المجندين مرة أخرى .
الحكومة الهولنديّة أعلنت وقتها أنّ حجم القوّات المسلّحة لا يعتبر العامل الحاسم من أجل التفوّق ، ولكن التدريب والأسلحة المتطوّرة وكون الجيش الملكي الهولندي قد أصبح جزء من جيش أكبر لذلك تمّ الإستغناء عن فكرة التجنيد الإلزامي للشباب بعد دراسة الفكرة منذ العام (1994 -1997) ليتمّ تطبيق القرار بعدها في العام 1998.
هولندا اليوم
المصدر Dutch News.NL