هولندا في المرتبة الثالثة لأكثر الدول التي ينتشر فيها العمل بالأسود

مثل كثيرٍ من الدول الأوروبيّة تعاني هولندا من ظاهرة العمل غير المصرّح به أو مايعرف بإسم العمل بالأسود ،وبالنسبة للقانون الهولندي لا توجد أيّة إستثناءات في هذا النوع من العمل ، فعلى مستوى الشاب الصغير الذي قد يعمل في قصّ الأعشاب خلال فترة الربيع فإنّ هذا يعتبر واحداً من أنواع العمل بالأسود بالنسبة للقانون الهولندي ،وأشارت التقاريرإلى أنّه على مستوى الدول الأوروبيّة فإنّ (19%) من الأعمال اليدويّة يتمّ إجراؤها بالأسود ، وجاءت التقارير لتؤكّد بإنّ هولندا واحدةُ من أكثر الدول الأوروبيّة التي تنتشر فيها هذه الظاهرة ،حيث جاءت هولندا في المرتبة الثالثة لإكثر دول أوروبّا التي ينتشر فيها العمل بالأسود.

وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء الهولندية (CBS) فإنّ الآلاف من الهولنديين يعملون دون تصريح . وهذا يعني أنهم لا يدفعون ضريبة الأجور ومساهمات الضمان الاجتماعي .الأرقام الصادرة عن هيئة الإحصاء الهولندية (CBS ) تتحدّث عن أكثر من نصف مليون وظيفة . “عادة ما يتعلق الأمر بالوظائف التي تقل عن 15 ساعة في الأسبوع” .
وفقًا لإحصاءات هولندا في العام (2018 ) ، فإن العمل غير المعلن عنه ( العمل بالأسود ) يتركّز بشكلٍ كبير يتم في قطاع التنظيف. هذا القطاع مسؤول عن ( 1.44 ) مليار يورو سنويًا . صناعة البناء والتشييد حيث كان هذا القطاع مسؤول عن حوالي( 800 ) مليون يورو سنويًا من العمل بالأسود . لكن لا تنس مصففي الشعر الذين يقومون بقص الشعر الأسود وحلقه مقابل 441 مليون يورو.

تشير الدراسات التي قام بها مركز الإحصاء المركزي في هولندا CBS إلى أنّه في العام (2019) تهرّب أكثر من 400000 شخص في هولندا من تقديم بيان ضريبي صحيح يوضّح من خلاله قيمة الأموال التي حصل عليها وذلك على إعتبار أنّ هؤلاء كانت لديهم أعمال غير مصرّح عنها (عمل بالأسود) وأنّ التكلفة الإجماليّة لقيمة العمل بالأسود سنويّاً في هولندا يتمّ تقديرها بحوالي 4 مليارات يورو لا تحصل الحكومة على الضرائب المستحقّة من الأشخاص الذين حصلوا عليها .
التقرير الذي أصدره مكتب الإحصاء المركزي أشار إلى أنّ مانسبته (5-10%) من العاملين في هولندا لديهم جزء من الدخل لا يتمّ التصريح عنه ، وأضاف المكتب أنّ هذه الأعمال إنتشرت لتصل إلى عدد من شركات المهن اليدويّة وخاصّةً في مجال البناء والترميم ،حيث تقوم بعض هذه الشركات بإعطاء جزء من تلك الأعمال على شكل (أسود) للتخلّص من قيمة الضريبة التي يجب أن تدفعها للحكومة لقاء هذا العمل .

كذلك يلجأ العديد من أصحاب المنازل عند إجراء ترميم للإتّفاق من الباطن مع أصحاب المهن اليدويّة من أجل إنجاز تلك الأعمال ،حيث يعتبر الإتّفاق مع شركة ترميم مكلف للغاية ،بينما الإتّفاق بالباطن يوفّر الكثير من الأموال ولكن العمل الغير مصرّح به (بالأسود) له أخطار شديدة ،فقد يسقط العامل غير المصرح به من على سلّمه أو تسقط عليه بعض الحجارة . نظرًا لعدم وجود عقد عمل رسمي ، لا يتم تغطية هذا الضرر من قبل شركة التأمين. “مع العمل غير المصرح به ، أنت غير مؤمن في حالة وقوع حادث أثناء العمل .
كذلك يفرض القانون الهولندي العديد من العقوبات على الأشخاص الذين يلجؤون إلى هذه الطريقة من العمل ،حيث سيدفع الشخص المتورّط في هذا العمل مبلغ 1000 يورو غرامة بشكلٍ مبدئيّ ،ثمّ تقوم مصلحة الضرائب في هولندا بتقدير المبالغ التي حصل عليها سابقاً من أجل تحصيل الضرائب منها ،أمّا بالنسبة لصاحب المنشأة فتبدأ الغرامة من 4000 يورو وصولاً إلى إغلاق المنشأة والسجن في حال تكرار المخالفة لمرّات عديدة .

بالنسبة للحكومة الهولنديّة فإنّ الأموال التي يتمّ إقتطاعها من الأجور والرواتب فإنّه تتمّ إعادة ضخّها في المجتمع الهولندي على شكل مساعدات للعاطلين عن العمل ،والكثير من العائلات التي قد تحتاج إلى الدعم المالي نتيجة الظروف ،كما تستخدم أموال الضرائب من أجل تحسين الخدمات بشكلٍ عام في المجتمع ,انّ التهرّب الضريبي سيكون له إنعكاس سلبي على العديد من النواحي الإجتماعيّة والخدميّة في هولندا ، لذلك تعتبر قضيّة العمل بالأسود من أكثر القضايا التي تسبّب ضرراً في المجتمع الهولندي .
هولندا اليوم
المصدر Solliciteer .nl