إقتراح بنقل طالبي اللجوء إلى الجزر الهولنديّة النائية

تشهد هولندا منذ فترة إزدحام كبير في مراكز إستقبال القادمين الجدد ،حيث أصبحت هذه المراكز غير قادرة على إستقبال أيّة أعداد إضافيّة ،ومع إستمرار تدفّق اللاجئين كان بعضهم مجبراً على النوم فوق كراسي الإستقبال بسبب عدم وجود أماكن يمكنهم الذهاب إليها ،بينما قامت بعض البلديّات بنصب خيم إستقبال مؤقّت إلى حين إيجاد حلّ جذري لهذه المشكلة .
أزمة اللجوء في هولندا تصاعدت خلال الأشهر الماضية حيث وصل آلاف طالبي اللجوء من عدة دول معظمهم من سوريا وأفغانستان وأشخاص كانوا يعيشون في أوكرانيا ، ويأتي هذا التدفّق وسط إزدحام كبير في مراكز الإيواء نتيجة توقّف الإجراءات أثناء فترة إنتشار كورونا .

وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت عدّة إضرابات عن الطعام في مراكز الإيواء من قبل اللاجئين، بسبب البطئ في إجراءات اللجوء ،وفترات الانتظار الطويلة في مراكز الإيواء، وهذا بالتالي سينعكس على طول فترة لمّ الشمل بالنسبة للكثير من العائلات التي تنتظر هذا الإجراء .
الأوضاع في مراكز إستقبال طالبي اللجوء في هولندا أصبحت غير إنسانيّة وذلك حسب تعبير (أندريا فونكمان ) رئيسة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في هولندا والتي أضافت أنّ ظروف طالبي اللجوء في هولندا أصبحت غير مقبولة.
ووفقاً لفونكمان، فإن المشكلة هي نتيجة سنوات من “التفكير قصير المدى”، وضربت مثالاً على ذلك حين تم إغلاق مراكز طالبي اللجوء خلال العام الماضي بسبب قلة القادمين الجدد. ونقلت وسائل إعلام هولندية عن فونكمان قولها إن “عدد الأشخاص الذين يصلون الآن ليس أكثر بكثير مما كان عليه قبل تفشي كورونا”، مشيرةً إلى أن “المشكلة الأكبر هي أنهم لا يستطيعون الانتقال من مراكز طالبي اللجوء والعيش بشكل مستقلّ بالنسبة للأشخاص الذين حصلوا على تصاريح الإقامة المؤقّتة بسبب نقص المنازل .

ودعت فونكمان إلى فصل طالبي اللجوء الذين لديهم فرصة كبيرة في البقاء في هولندا ،عن طالبي اللجوء الذين ليس لديهم ذلك، مشيرة إلى أن دائرة الهجرة والتجنس (IND) والوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) يجب أن تعمل أيضاً على هذا الأمر “النظام بكامله يحتاج إلى التغيير”، بحسب قولها.
ويعيش أكثر من 40 ألف لاجئ حصلوا على إقامات اللجوء في مراكز الإيواء المؤقّتة بسبب عدم قدرة البلديّات على إيجاد سكن مناسب لهؤلاء .
بدوره، حذر الصليب الأحمر الهولندي أيضاً من “الوضع غير الإنساني الذي لا يمكن تحمله” بخصوص طالبي اللجوء الذين ينامون في خيام في مركز Ter Apel . وقالت منظمة الإغاثة إنها ستقوم بإزالة (50 )خيمة تمّ نصبها قبل أسبوع في ساحة انتظار السيارات التابعة للوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) في تير آبل في غضون أيام قليلة.
من ناحيةٍ أخرى دعا (روبن بريكيلمانز) النائب في البرلمان الهولندي عن حزب “VVD” الحاكم إلى اتخاذ “إجراءات للحد من تدفق طالبي اللجوء نحو هولندا .النائب في البرلمان أشار إلى أنّ الحكومة الهولنديّة تعتبر ملزمة بضبط الحدود بشكلٍ أفضل وأضاف خلال برنامج حوار على قناة (NPO1 ) إلى أنّه إذا لم ينخفض تدفق طالبي اللجوء، فقد يكون من الضروري وقف اللجوء مؤقتاً.

وأشار بريكيلمان إلى أنه من أجل كبح أزمة اللجوء الحالية “يجب تشديد الرقابة على الحدود حتى عشرين كيلومتراً في هولندا، حيث يمكن اعتقال أي شخص يصل وإعادته من حيث أتى إلى بلجيكا وألمانيا على سبيل المثال ،وأضاف النائب لقد فعلنا ذلك في عام 2015، الآن بعد أن أصبحنا في وضع أزمة وطنية، علينا أيضاً أن ننظر في مثل هذه الإجراءات”.
مقترح لتطبيق سياسة الدنمارك وبريطانيا للحدّ من تدفّق طالبي اللجوء إلى ذلك، تواصل الأحزاب اليمينية المتطرفة ممارسة ضغوطها للحد من طالبي اللجوء في البلاد، حيث طالب رئيس حزب “JA21” اليميني بترحيل طالبي اللجوء القادمين من البلدان ،الآمنة إلى الجزء الكاريبي من المملكة الهولندية مثل جزر “كوراساو وأوروبا وسينت مارتن”. وقدم رئيس الحزب (يوس إيردمان) الاقتراح تماشياً مع سياسة الدنمارك والمملكة المتحدة، اللتين تريدان نقل إجراءات اللجوء إلى رواندا.

ونقلت وسائل إعلام هولندية قوله إن “هذا التغيير في سياسة اللجوء لدينا سيكون له تأثير بالحد من وصول القادمين من الدول الآمنة إلى هولندا”، معتبراً أن تلك خطوة أولى نحو نقل إجراءات اللجوء بالكامل إلى البلدان الشريكة.وبناء على اتفاق “الائتلاف الحكومي”، فإن الحكومة تعتزم السعي إلى “شراكات الهجرة مع دول ثالثة” للسيطرة على تدفقات الهجرة. ويقف إلى جانب حزب (JA21) في طرحه لهذه الأفكار حزب الحرية اليميني “PVV” وزعيمه خيرت فيلدرز وهو ثالث أكبر أحزاب البرلمان الهولندي .
أمّا الحزب الحاكم “VVD” وباقي أحزاب الحكومة فإنّهم يرون أنّه من الضروي إجراء تعديلات على نظام اللجوء المعمول به في هولندا ولكن ليس بالطربقة التي تطرحها أحزاب اليمين .

هولندا اليوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من هولندا اليوم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading