اللجوء ما بين ألمانيا وهولندا ،ما هو الأفضل .

السؤال الأوّل الذي قد يتبادر إلى ذهن طالب اللجوء عند وصوله إلى أوروبّا سيكون ما هو البلد الأفضل من أجل تقديم طلب اللجوء الخاصّ به ،والنقطة المهمّة جدّاً في هذه الناحية أنّه ليس هناك مقياس ثابت يمكن اعتماده في تحديد أي بلد أفضل سواء بالنسبة لك أو لغيرك. فما قد يعتبر جيد بالنسبة لك قد يكون غير ذلك بالنسبة لغيرك. على كلّ شخص تقييم الأمر من زاويته الخاصة هل يبحث عن إجراءات لمّ شمل سريعة أو جنسيّة أو فرصة عمل له أو جامعات للأبناء حيث يحمل كلّ طالب لجوء قصّة تختلف بشكلٍ ما عن الآخرين وبالتالي يجب عليه البحث عن ما يناسب وضعه الشخصي .
من الأمور الأخرى التي يمكن أن تساعدك في الإجابة عن سؤال بلد اللجوء الأفضل سواء هولندا أو ألمانيا سيكون وجود معارف أو أصدقاء في أحد البلدين، ومحاولة الحصول على المعلومات التي تحتاج إليها فيما يتعلق بمختلف أمور الحياة، قد يوفر عليك هذا الكثير لاحقاً. هنا سنجري مقارنة بين وضع اللاجئين في كلا البلدين من خلال بعض النقاط المهمّة .

*- من الناحية الإقتصاديّة : من هذه الناحية بالتأكيد ألمانيا هي الأفضل ، تكلفة المعيشة في ألمانيا متوازنة نسبياً مقارنة بدول العالم. من الناحية الإقتصاديّة ألمانيا تعتبر أكثر تطوّراً ودولة متقدمة كثيرا. واكثر ما يميز ألمانيا هو التأمين الصحي والعلاج فهو أقلّ من تكاليف العلاج في هولندا والنظام الصحّي يشمل تغطية أوسع من هولندا . والتعليم في ألمانيا متطور وحديث ، فإذا اردت العيش وتكوين اسرة او احضار اسرتك معك فهي المكان الأنسب بكل المقاييس .
بالنسبة لهولندا : هولندا لديها اقل نسبة بطالة بين الدول الأوروبيّة والمعيشة بها افضل خصوصا مدن أمستردام ، روتردام ولاهاي و أوتريخت وأيندهوفن . في قضايا العمل هناك ستجد بيئة تحترم حقوق العامل و تضمن حقوقه . والفرص متوفرة للجميع خصوصا لذوي المهارات . الأجور جيده مقارنة مع تكلفة النفقات . ومن ناحية الصحة والعلاج تعتبر هولندا مميزة جداً سواء في التداوي او دراسة الطب، التعليم متقدم جدا وتعدّ جامعات هولندا من افضل جامعات العالم.

*- من ناحية فرص العمل ألمانيا بلد صناعي ،وهي أكبر إقتصاد أوروبّي والرابع عالميّاً وبالتالي فإنّ فرص العمل فيها أكبر خاصة في الأعمال التقنية ، بشكلٍ عام نجد أنّ العديد من القادمين الجدد هم من ذوي الكفاءات والخبرات الجيّدة ،فهمّ مدرسون وممرضات وعمال مؤهلون وفنيون ومهندسون ألمانيا تستدعي مثل هؤلاء المهنيين وترغب في توظيفهم لسدّ الإحتياجات الكبيرة في سوق العمل الألماني ومواصلة النمو والتطوّر .
ألمانيا من أكبر الدول المنتجة للسيّارات في العالم هذه الصناعة تخلق الكثير من الفرص ، بينما هولندا و ان كانت فرص العمل فيها متوفرة حيث يقع ترتيب الإقتصاد الهولندي ضمن أكبر عشرين إقتصاد في العالم ولكن بالنسبة لأغلب القادمين الجدد فإنّ فرص العمل المتاحة تكون في الغالب ضمن أعمال الخدمات .
*- الإقامة ومنح الجنسيّة تختلف شروط منح الجنسيّة للأشخاص الحاصلين على الإقامة النظاميّة في كلا البلدين ، في هولندا ان اجتزت امتحانات الاندماج تستطيع التقدم بطلب الحصول على جنسية بعد 5 سنوات، في ألمانيا بعد 8 سنوات، لكن هذا ليس عامل حاسم، الجنسية لا توفر لك ميزات اضافية، حال حصولك على اللجوء في أي من الدولتين فإنه يتم التعامل معك كمواطن حتى انه يحق لك ان تشارك في الانتخابات البلدية ضمن منطقتك.

*– من ناحية التعليم : من الصعوبة بمكان إيجاد فوارق كبيرة بين نظامي التعليم في هولندا وألمانيا ،التعليم متقارب و يعتمد على نوعية الطالب و اجتهاده ، النظام التعليمي معقد لكن الكفاءة عالية في البلدين، و ان كنت أفضل ألمانيا .
*- من ناحية اللغة من حيث المبدأ فإنّ اللغتين الألمانيّة والهولنديّة متقاربتان بشكلٍ واضح ،ولكن يكمن الفارق في استخدام لغات ثانية للتواصل مع الآخرين ، في ألمانيا معظم الناس تتكلم الألمانية فقط ،حتى من يعرف اللغة الإنكليزيّة لا يفضل استخدامها، في هولندا كل الشعب يتقن الإنجليزية و يتكلمها بطلاقة و لا يمانع من الكلام معك بالإنجليزية. حتّى فرص العمل في هولندا قد لا تحتاج لاستخدام اللغة الهولنديّة كشرط لحصولك على عمل ،الكثير من الشركات تكتفي باللغة الإنكليزيّة
*- لم شمل العائلة : سابقاً كانت هولندا تتميّز بإجراءاتها السريعة من ناحية منح الإقامة ولمّ شمل الأسرة ،وهي تتجاوز الإجراءات في ألمانيا بأشواط كبيرة ،ولكن مع تدفّق أعداد كبيرة من طالبي اللجوء وعدم توفّر منازل كافية في هولندا وألمانيا لاستيعاب القادمين الجدد أصبح لمّ الشمل أصعب و يحتاج لفترات طويلة قد تصل إلى سنتين خاصة مع الضغط الحالي
*- العائلة والمعارف في السنوات الأخيرة ، تقدم العديد من القادمون الجدد بطلب للحصول على حق اللجوء في ألمانيا وكذلك هولندا ، لقد سمع العديد من الأشخاص الذين هم الآن في طريقهم إلى أوروبا من مناطق الحرب قصصًا عن ألمانيا وكذلك هولندا من أقاربهم ومعارفهم عن نمط الحياة في هذه الدول وستلعب الصورة التي ينقلها الأهل والمعارف دور رئيسي في اختيار الدولة التي ستقيم فيها .
*- التعامل المرن مع بصمة دبلن في الواقع ، يجب على كل طالب لجوء يصل إلى أوروبا التقدم بطلب للحصول على اللجوء في بلد الدخول. هذا ما قرره رؤساء الحكومات الأوروبية في دبلن عام 2013. نادرًا ما تعيد ألمانيا طالبي اللجوء الذين لديهم طلبات لجوء سابقة في اليونان أو إيطاليا . يوجد هامش للتسامح يعتبر كبير في ألمانيا مقارنةً بباقي الدول الأوروبيّة ومنها هولندا التي تقوم بتطبيق دبلن بشكل كبير دون أن يكون هناك هامش كبير للتسامح .

هولندا اليوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: